بال ثينك تستضيف د. ناصر القدوة للحديث عن القضية الفلسطينية والتطورات الإقليمية والدولية.
عقدت مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، في فندق اللايت هاوس بغزة أمس الأربعاء، لقاءً حوارياً حول القضية الفلسطينية في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية التي تعمل في مجال التواصل السياسي، وبحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والشباب المهتمين، وذلك لتعميق المعرفة حول القضية الفلسطينية.
واستضاف اللقاء د. ناصر القدوة اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، عبر السكايب. وتحدث عن الإجراءات الأمريكية-الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه فلسطين، وعن الأوضاع الإقليمية، والوحدة الوطنية، وعن الانتخابات.
وافتتح اللقاء مدير مؤسسة بال ثينك عمر شعبان بشكر مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية، والموجودين. وقال إن هذا اللقاء يأتي ضمن الأنشطة الثقافية الدورية التي تقوم بها بال ثينك لكسر الحصار الثقافي والمعنوي المفروض على قطاع غزة، ولتعزيز المعرفة ونشر الثقافة السياسية.
من جهته، استهل هانس ألبن مدير مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية، حديثه بشكر بال ثينك والحضور. وقال إن القضية الفلسطينية لم تأخذ اهتماماً في السنوات الأخيرة لأن العالم انشغل في قضايا أخرى، وأثناء ذلك، كان الوضع بفلسطين يزداد سوءاً يوما بعد يوم. ومن الممكن خلال التطورات الجارية لفت أنظار العالم للقضية الفلسطينية مرة أخرى لأن الأوضاع تتغير بسرعة.
وتابع “كما نحذر من الإفراط في التفاؤل حيال السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، لذلك، على الفلسطينيين أن يقووا أنفسهم بأيديهم، وأن يذهبوا للانتخابات لأنها قد تعكس صورة إيجابية خارجية لفلسطين أنها تنعم بالديموقراطية”.
بدوره، استهل د. ناصر القدوة كلمته بشكر بال ثينك وفردريش ايبرت والحضور. وقال ان الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت إجراءات مجحفة ضد فلسطين، مثل: اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، واتخاذها حالياً إجراءات لإنهاء عمل “الأونروا”.
وأضاف “إن الأوروبيين لم يتخذوا موقفاً سلبياً ضد فلسطين، لكنهم لم يقوموا بدورهم كما يجب، وعليهم أن يضغطوا على إسرائيل من خلال العلاقات الثنائية الأوروبية-الإسرائيلية، واتخاذ إجراءات قانونية ضد المستوطنات والمصانع المقامة فيها، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود67 وعاصمتها القدس الشرقية لأن هذا يخلق حقيقة سياسية لا يمكن التراجع عنها على المدى المنظور”.
وتابع “إن الولايات المتحدة وإسرائيل خلقتا خطراً إقليمياً مركزياً وهمياً هو الخطر الإيراني، ليغطي عن الخطر المركزي الحقيقي وهو الاحتلال الإسرائيلي. ولفت إلى أن الموقف العربي رغم ضعفه، إلا أنه كان وسيبقى رافعة لفلسطين”.
كما أشار إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية ضعفت بفعل الحالة الفلسطينية الداخلية، ومن الممكن تقويتها إذا تم تحقيق الوحدة الوطنية. وأردف قائلا “القيادة الفلسطينية تؤمن بالديمقراطية والاحتكام للشعب، ويجب تحقيق الوحدة الفلسطينية ثم الذهاب للانتخابات؛ وليس العكس. ومتطلبات الوحدة الفلسطينية هي إعلان حماس الواضح تخليها عن سيطرتها على قطاع غزة، وإتمام شراكة سياسية بين الأطراف السياسية، في السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير، وأن يكون هناك اتفاق واضح ومحدد زمنياً، يطُبق، للوصول إلى انتخابات شاملة”.
هذا ودارت أسئلة الحضور الذين طلبوا من بال ثينك استمرار عقد لقاءات مشابهة، عن الدور المطلوب من الفلسطينيين لمواجهة التغول الأمريكي-الإسرائيلي، وعن الانتخابات الفلسطينية وإمكانية تحقيقها في كل فلسطين، وعن ضعف الدبلوماسية الفلسطينية والخيارات المتاحة للقيادة الفلسطينية.
يذكر أن بال ثينك تعقد دوريا لقاءات حوارية، مع صناع القرار محلياً وإقليمياً، وذلك لسد الهوّة الثقافية لدى الشباب والمهتمين، ليكونوا قادرين على بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.