ورقة سياسات: نماذج لاعنفية فلسطينية في مواجهة الأزمات الداخلية
اعداد: طلال أبوركبة / اسلام موسى (عطا الله)
مقدمة
تستند ثقافة اللاعنف في المجتمع الفلسطيني إلى رصيد تاريخي كبير من التسامح والعيش المشترك الذي عرفته الثقافة الفلسطينية على مر التاريخ، حيث كان الفلسطينيون يشكلون على الدوام شعباً واحداً، إذ يشتركون في البيئة الثقافية والحضارية والسياسية نفسها ولهم تطلعات مشتركة ومستقبل واحد، ولم يكن اختلاف الدين في يوم من الأيام سببا لنزاع أو شقاق، ولقد عاشوا (مسلمين ومسيحيين ويهود) على مدار 15 قرنا، ترسخت خلالها فيما بينهم ثقافة التعايش واحترام الاخر ويظهر ذلك في العديد من أوجه الحياة منها تساكنهم في نفس القرى والمدن والاحياء، فالتوزيع السكاني تاريخياً يظهر تركيبة سكانية لا تعتمد على الدين، كما أنهم اختلطوا في المؤسسات الاجتماعية والتربوية والسياسية[1]، فالشعب الفلسطيني شعب واحد ينتمي إلى أرض واحدة، يجمعه التشارك والتعاون على كافة الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وقد ظهر ذلك جلياً في التاريخ المعاصر لفلسطين.