بال ثينك تعقد مؤتمرها السنوي حول “تعزيز دور المجتمع المدني في نشر ثقافة وقيم اللاعنف و التسامح”
نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية مؤتمرها السنوي لاختتام مشروع “تعزيز ثقافة اللاعنف” والذي نفذته بالشراكة مع مؤسسة FXB France ، وقد جاء المؤتمر ليعرض انجازات المشروع ونشر فكرته وهدفه الذي يدعو لتعزيز ثقافة السلم الاهلي وأدوات الحوار كنهج يتم اتباعه في حل وتبني القضايا المجتمعية بكافة أشكالها ، وقد تضمن المشروع الذي استمر لمدة 10 شهور تنفيذ 25 مبادرة مجتمعية تدعو لتعزيز اللاعنف والتسامح ، كما تم إصدار ورقتين بحثيتين تناولتا دولتي فلسطين ورواندا في تبنيهم أسلوب اللاعنف، و بث 15 حلقة إذاعية ضمن برنامج “اللاعنف منهج حياة” يتناول والمبادئ والمفاهيم التي تتعلق بالسلم الأهلي ، للترويج لثقافة اللاعنف، وذلك بالتعاون مع 25 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وافتتحت منسقة مشاريع المؤسسة أ. سالي السماك المؤتمر الذي حضره عدد من منظمات المجتمع المدني في شقي الوطن، ومثقفون وباحثون ونشطاء مؤمنون بثقافة اللاعنف.
وقالت السماك: ” هدف المشروع الأساسي هو الدعوة والترويج لثقافة اللاعنف، بالإضافة لتشبيك مؤسسات قطاع غزة بمؤسسات الضفة الغربية والعكس؛ لسد الهُوّة التي خلفها الانقسام الفلسطيني” وقد تطرقت الى سرد انشطة المشروع وانجازاته مؤكدة على تنوع الانشطة التي استهدفت كافة فئات المجتمع بشكل مباشر بما فيها أنشطة رياضية ، ومناظرات، وحملات الإعلامية، وجداريات ، وفنون مسرحية وكرنفالات ، وعروض لتجارب وخبرات في اللاعنف تسلط الضوء على أهمية تبني خيار اللاعنف.
بدوره، قال مدير المؤسسة أ. عمر شعبان في كلمة له: “سعداء باختتام المشروع. وأشكر شركاءنا في كل محافظات الوطن. هذا المشروع قدم منح لمؤسسات تعمل على تنفيذ السلم الأهلي وتنشر ثقافة الحوار داخل الوطن، وكل أنشطتنا كانت في الميدان لأننا نعمل مع جميع الناس، والتنمية بمفهومها هي العمل مع الناس وللناس وبالناس،. والإنسان هو محور اهتمامنا؛ لأن بناء الإنسان يبني وطناً، ولا نريد وطناً دون إنسان”.
وأضاف: “نفتخر بهذا المشروع لأنه من المشاريع التي ننفذها على مستوى الوطن ككل، وبال ثينك من المؤسسات القليلة التي تعمل على مستوى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وهذا لأننا نعمل على ترسيخ هويتنا الوطنية من خلال العمل لا من خلال القول. وبالإضافة لذلك، فإن هذا المشروع يتكرر للعام الثالث على التوالي، ويتناول قضية مقلقة لنا جميعا وهي زيادة العنف والتطرف في المجتمع الفلسطيني، كالقتل والاعتداءات ضد النساء وفي المدارس وفقدان لغة الحوار، وهذه الأمور لم تكن في الماضي، فلغة الحوار كانت هي السائدة مهما اختلفت الأفكار والرؤى”.
من جهته تحدث السيد سامي برهوم منسق المبادرة من جمعية أصدقاء لذوي الاحتياجات الخاصة عن دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز ثقافة اللاعنف. مشيراً إلى أن لمؤسسات المجتمع المدني ثلاثة أدوار: خدماتي، وتنموي، ودور للمساءلة وللضغط على صناع القرار لسن أو تنفيذ قوانين.
وقال إن جمعيته نفذت مبادرة “فلسطين بنا أجمل” التي استهدفت السيدات ذوات الاحتياجات الخاصة نظرا لفقدانهن حقهن بممارسة الرياضة لندرة الأندية المخصصة التي تراعي احتياجاتهن. وهذا أحد أشكال العنف الذي يتعرضن له. وكانت المبادرة عبارة عن يوم رياضي مفتوح تم تدريب النساء المُقعدات من ذوي الاحتياجات الخاصة على كرة السلة، ثم نُظم مهرجان رياضي لهن في مدينة رفح، حضره المئات وكان الحدث الأول من نوعه في قطاع غزة.
وأضاف برهوم: ” وأطلقنا وسماً للتغريد على مواقع التواصل الاجتماعي وهو #حقنا_نلعب تفاعل معه الآلاف، وتحدثنا في حلقة إذاعية عن المبادرة وعن هموم هذه الفئة، ونجحنا بمساعدة بال ثينك بعد هذه المبادرة بتحقيق مطالب لذوي الاحتياجات الخاصة كنا نطالب بها لمدة عشر سنوات؛ إذ وقعنا عقداً مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة لرعاية كاملة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين خاصة النساء. وتم توقيع مذكرة لدعم أنشطتهم في أربع أندية بقطاع غزة. بالإضافة لإعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة من أي رسوم لقاء استخدامهم أي مرفق رياضي حكومي”.
وتابع: “وتم توقيع عقد مع سبعة أندية في قطاع غزة للسماح لذوي الاحتياجات الخاصة بممارسة نشاطاتهم الرياضية الخاصة. وتعهد رئيس بلدية رفح بإنشاء مركز رياضي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وبالفعل، تم المباشرة في تجهيز المركز، وسيتم افتتاحه خلال الأشهر القليلة القادمة”.
إلى ذلك، تحدثت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة إرادة-الحاضنة الاولى لسيدات الاعمال، فداء أبو تركي من محافظة الخليل عبر الزوم عن أهمية التعاون بين منظمات المجتمع المدني. وقالت إن المبادرة التي نفذتها مؤسستها استهدفت مئة سيدة مُعنّفة، وتم عقد ورشة عمل تشاركية لكل المؤسسات النسوية ذات العلاقة، ونفذت 60 إعلان إذاعي خاص بالمبادرة، وتحدثت بعض السيدات عن العنف الواقع عليهن وكيف استفدن من المبادرة بالتخلص مع العنف.
أما الإعلامي مراد السبع من مؤسسة بالكم الإعلامية فقال إن مبادرته تمثلت بإنتاج أربع حلقات إذاعية تتناول موضوع اللاعنف، وتم بثهن على إذاعة “راديو صوت”. كما تحدث عن أهمية الإعلام التقليدي والجديد في الحد والتصدي لثقافة العنف، وضرورة تسليط الضوء على أسباب العنف ضد النساء والأطفال والفئات المهمشة.
من جانبها، تحدثت رانية الشريحي من جمعية بسمة للثقافة والفنون عن دور المنصات الإلكترونية في تعزيز ثقافة اللاعنف. وأشارت إلى أن مؤسستها و”بال ثينك” نفذتا حملة “إضاءات” الرقمية التي نشرت محتوى إيجابي عن العلاقة بين افراد الاسرة بما فيهم الاب والام في ظل جائحة كورونا، ومدتها 14 يوم. وشارك في الحملة قانونيون وصحفيون ونشطاء. ولاقت الحملة تفاعلا من نحو 347ألف ناشط إلكتروني.
وفي السياق، قال مؤسس مبادرة شغف يسري الغول إن المشروع عزز قيم التسامح والانفتاح على الأفكار المخالفة لآرائنا، مشدداً على أهمية الثقافة كوسيلة لنشر ثقافة اللاعنف.
كما تحدث أحمد جوادة من جمعية مجموعة غزة عن الحاجة الملحة في نشر ثقافة اللاعنف خاصة عند الأطفال والنساء. وأشار إلى أن هذه الفئات بحاجة كبيرة لمثل هذه المشاريع، بسبب الحروب الإسرائيلية المتكررة على غزة وحالة الانقسام القائمة.
وفي الختام أكد السيد عمر شعبان على أن المجتمع الفلسطيني مجتمع متسامح بالفطرة، وجرائم العنف غريبة عن المجتمع، “ولا يمكن أن ننمو كمجتمع وننافس على الصعيدين العربي والدولي وحالات العتف موجودة”.
ودعا شعبان لإنهاء الانقسام، لعدم وجود أي مستفيد منه، ولاستحالة الإنجاز في ظل الحالة القائمة.