لماذا تمثل الانتخابات أولوية للمجتمع الفلسطيني؟
نفذت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية حلقة إذاعية عبر إذاعة زمن المحلية بعنوان “لماذا تمثل الانتخابات أولوية للمجتمع الفلسطيني؟” وذلك خلال برنامج “قضايا انتخابية” ضمن مشروع “تعزيز دور المجتمع المدني في دعم الانتخابات الفلسطينية”، والممول من حكومة كندا. ويهدف المشروع لتعزيز دور المجتمع المدني وتفعيل دور الشباب ومشاركتهم السياسية والمجتمعية من أجل دعم الانتخابات الفلسطينية.
وكان ضيف اللقاء الكاتب والمحلل السياسي د. طلال أبو ركبة الذي استهل حديثه بشكر “بال ثينك” على جهودها في نشر المعرفة والثقافة السياسية لدى المجتمع الفلسطيني خاصة بين الشباب.
وقال إن المجتمع الفلسطيني لم ينضج في إطاره الطبيعي بسبب حالة الاقتلاع والتشريد. وأضاف المحلل السياسي إن ما توصل له الفلسطينيون بعد انطلاق ثورتهم هي “الديمقراطية التوافقية” وهي وسيلة توافقية بين الفصائل لتمثيل الشعب الفلسطيني،
وأشار إلى أن انتهاء المرحلة الانتقالية عام 2000 ، وأد العملية الديمقراطية من جديد حيث عادت حالة الارتباك والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي الذي كان مانعا وهادما لأي عملية ديمقراطية. واستمرت هذه الحالة الى ان كانت الضرورة الفلسطينية لاختيار رئيس جديد في حينه، وتم اجراء انتخابات الرئاسة الثانية عام 2005، ثم جاءت الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، ثم تعرضت هذه التجربة إلى الانتكاسة بفعل الرفض الدولي لنتائج هذه الانتخابات وفرض عقوبات وما تلى ذلك من أحداث الانقلاب والانقسام الفلسطيني، ومن ثم وُئدت العملية الانتخابية بشكل كامل خلال 14 عام في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد أبو ركبة على ضرورة عقد الانتخابات خاصة بعد فشل حوارات المصالحة بين حركتي حماس وفتح طيلة السنوات الماضية.
وقال: “كنا أمام نظام تمثيل نسبي “القوائم” الذي يؤكد كل الخبراء أنه لا يستطيع أي فصيل أي كان أن يحصل على 50+1 من خلاله، وبالتي كنا بحاجة لائتلاف عريض داخل المجلس التشريعي لتشكيل حكومة السلطة الفلسطينية، وهذا سيجمع الجميع على تشكيل حكومة وحدة وطنية أسوة بدول العالم”.
ووصف أبو ركبة الانتخابات الفلسطينية بأنها “أداة نضال فلسطينية” وتعطي دلالة أن المجتمع الفلسطيني يحق له أن يقرر مصيره بيده ويؤمن بالديمقراطية، وتثبت الحق الفلسطيني .
وأوضح الباحث أن من أبرز الفروقات بعد التصعيد الأخير، أن حالة احباط مجتمعي كانت سائدة بعد إلغاء الانتخابات، وحالة فقدان ثقة داخل المجتمع بين الإخوة، وهناك نظرة للفلسطينية أن الأفق مسدود، لكن ما حدث بعد العدوان الأخير أنه أعاد الاعتبار مرة أخرى للقضية الفلسطينية، وأطلق عليها “معركة استعادة الوعي نحو فلسطين وكل فلسطين”.
وأضاف أبو ركبة: “لأول مرة يتم المساواة بين الفلسطيني والإسرائيلي في الحق في المساواة والعيش بكرامة وهذا ما لاحظناه فيما صدر على لسان رؤساء الدول الكبرى، وهذا بسبب نجاح صحافة المواطن الفلسطيني وهي مجرد بداية يجب البناء عليها”
وقال أبو ركبة: “أعتقد أن الانتخابات الفلسطينية ستكون حاضرة على الطاولة الدولية في الفترة القادمة وأن الرفض والتعنت الإسرائيلي الذي كان قائما قبل الاعتداء الاخير سيتغير بفعل التحول في الرأي العام الدولي. رأينا بعض التقارير في صحف عالمية تطالب بوقف الاعتداءات على الفلسطينيين ، وهذا يعني أننا نتحدث عن تحولات دراماتيكية على المشهد الدولي، وهذا يصب في صالح المجتمع الفلسطيني، وعلينا أن نستثمر هذا سياسيا، وعلينا ان نبدأ بالوضع السياسي الداخلي، وأعتقد أن الفرصة مواتية لحكومة وفاق وطني تمهد لإجراء التمثيل النسبي الكامل بحيث يشكل كل أطياف اللون الفلسطيني ليعيد أوزان الفصائل السياسية”.
وأضاف: “في ضوء التراجع الكبير للقضية الفلسطينية، كانت الانتخابات مخرجا لتعيد تشكيل المجتمع الفلسطيني والمؤسسة الرسمية.
واختتم بالقول: “أريد أن أؤكد على دور فلسطينيي الشتات في نقل الحالة الفلسطينية للعالم خلال الأحداث الأخيرة، وهذا يؤكد وحدة الحال والمصير”.
إنَّ المُسميات المُستخدمة وتمثيل المواد في هذا البرنامج لا تستتبع الإعراب عن أي رأي على الإطلاق من قبل حكومة كندا