
ما الذي كان يجب أن يكون؟ بهدوء وعقلانية
بقلم: عمر شعبان
قلنا منذ بداية العدوان، وفي مناسبات عديدة، علنا وبشكل مباشر:
- إن الحرب على غزة تستهدف القضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني، حاضرا ومستقبلا.
- إن حكومة التطرف في إسرائيل تستخدم محاربة حركة “ح” كعنوان ومبرر للإجهاز على الجميع.
- إن العالم كله توقف عند السابع من أكتوبر، وكل ما تلاه من عدوان غير مسبوق في العصر الحديث بات تحصيل حاصل.
- إن الدعم الدولي لإسرائيل — المالي والسياسي والعسكري والإعلامي — قد تضاعف مرات عديدة. أصبحت إسرائيل “أزعر” المنطقة، تضرب في كل مكان: طهران، دمشق، بيروت، اليمن، غزة… دون أي رادع.
- إن مظاهرات الجامعات، وقرارات المحكمة الدولية، وغيرها، لن تؤثر قيد أنملة على حكومة الحرب (نتنياهو في المجر اليوم). حتى جامعة أمريكية مرموقة أبرمت صفقة مع طلابها لشراء صمتهم مقابل منحتين دراسيتين لطلبة من غزة.
- عليك أن تنزل من القطار في أقرب محطة حين تدرك أنك في القطار الخاطئ.
- يجب تسليم الملف بالكامل إلى مصر، فهي دولة تمتلك عناصر ضغط كبرى إقليميا ودوليا، ولا يمكن لتنظيم أن يحقق أكثر مما يمكن لدولة بحجم مصر أن تحققه.
- إن السابع من أكتوبر مد بساطا أحمر لحكومة التطرف لاستكمال تهويد القدس والضفة الغربية، وتفكيك الأونروا، وتصفية المخيمات، في ظل غياب الاهتمام العالمي.
- لا ينبغي بأي حال المراهنة على الخلافات داخل التكتل الحكومي الإسرائيلي أو مع الولايات المتحدة وغيرها، فالخلاف بينهم قد يكون على كل شيء، إلا أن الاتفاق كامل على دفن غزة.
- تضخيم صورة غزة — المحاصرة، الصغيرة، الفقيرة، التي تعتمد على الاحتلال في كل شيء من ماء، حليب، ورق، وكهرباء — وتحويلها من ضحية إلى معتدٍ، يصب مباشرة في صالح السردية الإسرائيلية. لا يمكن لعقل واعٍ أن يتخيل أن تنظيما في منطقة لا تتعدى 200 ميل مربع، محاصرة بالكامل من الاحتلال، قادر على هزيمة هذا الاحتلال المدعوم من ثلثي العالم، والمتحكم في حنفية المياه، ومفتاح الكهرباء، وحليب الأطفال.
- لا إعمار، ولا إغاثة إنسانية، مع بقاء “ح” في المشهد.
- يجب بذل المستحيل لتقصير أمد الحرب، فالعالم بدأ يعتاد على موتنا.
- لا دولة غربية، ولا عربية، ولا إسلامية، ستطلق رصاصة واحدة لأجلك. وقف المذبحة هو مصلحة مباشرة للشعب الفلسطيني، بينما لا تراه بعض الدول في الإقليم كذلك، لذا وجب الحذر من خطابها، لا الإصغاء له.
- بما أن العدوان يستهدف الجميع، كان من الواجب تشكيل وفد مفاوضات يمثل الكل الفلسطيني، مع الاستعانة بخبراء فلسطينيين مرموقين عالميًا.
- الحفاظ على حياة الناس وتعزيز صمودهم ومنع قتلهم يجب أن يكون خطا أحمر ومقدسا.
- يجب عدم الإصغاء لمرتزقة الشاشات ونجوم السوشيال ميديا، ممن يستفيدون من المعركة، إما مالا أو وجاهة، في رام الله، الخليل، الدوحة، إسطنبول، الجزائر، وغيرها.
- وقف الحرب بكل السبل ليس فقط في مصلحة الشعب والقضية، بل أيضا يصب في مصلحة حركة “ح”.
ينبغي التفكير في مسارات أخرى، وهي متاحة. لا يزال الباب مفتوحا لوقف المقتلة…