ورقة عمل: منع الأزمات في مرحلة ما بعد الحرب: هندسة الاستقرار الانتقالي في فلسطين بين الاعترافات الدولية وخطط إعمار غزة

المقدمة:

بعد حرب طويلة ومدمرة، تجد فلسطين نفسها أمام منعطف حرج يتطلب إعادة بناء شاملة وتحصيناً للمستقبل، حيث أن الحرب خلفت على غزة دماراً بشرياً ومادياً هائلاً؛ خسائر الأرواح بالآلاف والإصابات بعشرات الآلاف، وتدمير واسع للمساكن والبنى التحتية الأساسية، تشير التقييمات المشتركة للأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي إلى أضرار في غزة تُقدر بـ30 مليار دولار في الممتلكات المادية، إضافة إلى 19 مليار دولار خسائر اقتصادية بسبب توقف الإنتاج والخدمات، طال الدمار أكثر القطاعات حيوية: الإسكان كان الأشد تضررًا (53% من القيمة المادية للأضرار)، يليه التجارة والصناعة (20%)، ثم البنى التحتية الحيوية كالصحة والمياه والمواصلات (أكثر من 15% من مجموع الأضرار)، ونتيجة لذلك، شهدت غزة توقفاً شبه كامل للنشاط الاقتصادي؛ ارتفعت الأسعار بمعدل يفوق 300% خلال عام واحد، وأصبحت غزة، التي يعيش فيها 40% من سكان الأراضي الفلسطينية، لا تساهم سوى بنسبة 3% من الناتج المحلي بسبب الانكماش الهائل، كذلك تراجعت قدرة المؤسسات على تقديم الخدمات الأساسية، بسبب انقطاعات الكهرباء المستمرة وانقطاع المياه المتكرر والاتصالات والانترنت، مع انهيار شبكة الكهرباء بالكامل، تعطلت محطة توليد الكهرباء الوحيدة تماماً منذ 11 أكتوبر 2023، ودُمر معظم خطوط استجرار الكهرباء من إسرائيل (تضرر معظم نقاط الربط عالية الجهد العشرة)، وأُجبر السكان على الاعتماد على مولدات الديزل المحدودة أو أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة، التي هي الأخرى عانت من نقص الوقود ودمار واسع بفعل العمليات العسكرية، ووفق بيانات أممية، خرجت منظومة المياه والصرف الصحي عن الخدمة في أجزاء كبيرة، وتكدست النفايات، ما رفع مخاطر الأوبئة.

لتحميل الورقة: اضغط هنا

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى