ندوة “التطورات في العالم العربي ومالاتها على الحالة العربية والقضية الفلسطينية”
اعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي أن الحكومة الاسرائيلية الحالية غير جاهزة للسلام ولا تشكل شريك جاد من أجله. وشدد فهمي على أن المطلوب فلسطينيا وعربيا حاليا هو تقنين وحماية أسس عملية السلام على كافة المستويات، وإبراز مخالفات اسرائيل للقانون الدولي خاصة على صعيد الاستيطان.
وجاءت أقوال فهمي، اليوم الأحد، عبر سكايب من القاهرة خلال ندوة نظمها مركز بال ثينك للدارسات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية، التي رحب مديرها أسامة عنتر بالضيف المصري الكبير، تحت عنوان: “التطورات في العالم العربي ومالاتها على الحالة العربية والقضية الفلسطينية في فندق الكومودور غرب مدينة غزة.
وافتتح جلسة النقاش عمر شعبان مدير مركز بال ثينك، الذي قدم شرحاً موجزاً عن مؤسسة “بال ثينك” ونشاطاتها الواسعة والمتنوعة، بهدف التفاكر، والتفاعل من أجل ايجاد سبل فهم للواقع وطرح افكار وحلول للقضايا الهامة التي تطرحها المؤسسة، من خلال استضافتها خبراء وشخصيات سياسية، محلية وعربية ودولية، والتي كان من بينها مؤخراً النائب الفلسطينية في الكنيست الاسرائيلي، حنين زعبي، مرحباً بنبيل فهمي وزير الخارجية المصرية الأسبق، الذي عرف عنه حنكته وسعة اطلاعه وثقافته من خلال عمله الطويل في السلك الدبلوماسي المصري، وترأسه للخارجية المصرية في فترة دقيقة مرت بها مصر.
وقال وزير الخارجية المصري الأسبق إن “اسرائيل تحاول تمييع أسس الحل الشامل للصراع العربي- الاسرائيلي المتمثلة في حل الدولتين عبر المماطلة والتوسع الاستيطاني ورفض التعاطي مع المبادرة العربية، ووضع العربة أمام الحصان من خلال طرح الحل الاقليمي، مما يؤكد غياب فرصة سلام حقيقية مع الحكومة الاسرائيلية الحالية.”
ودعا الوزير المصري القيادة الفلسطينية الاعلان دائما استعدادها للسلام والقبول بالمفاوضات على أسس سليمة مع إقرار اسرائيل الالتزام بحل الدولتين بعيدا عن التفاوض الشكلي. وأكد فهمي على أن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية للمصريين، ومصر متمسكة بضرورة اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف باعتبار قيامها أمني قومي مصري، مضيفا أنه ليس من مصلحة مصر اقامة دولة فلسطينية مقسمة.
ضرورة التوافق الفلسطيني
واعتبر الوزير المصري أن الوضع الفلسطيني مؤسف جراء الانقسام الداخلي، مما يتطلب ايجاد وسيلة لإحداث توافق ولغة مشتركة واطار جامع للاختلاف والاتفاق دون المساس بمرتكزات القضية الفلسطينية، باعتبار أن أخطر شيء على القضية الفلسطينية بعد الاحتلال هو الانقسام.
وحمل الوزير المصري حركة حماس المسؤولية الاقليمية جراء قرار سيطرتها على قطاع غزة، معتبرا أن حركة حماس مسؤولة أمنيا عن حدود قطاع غزة مع مصر.
وأوضح فهمي أن وصف العلاقة بين مصر والقيادة الفلسطينية أنها في خطر كلام مبالغ فيه، ولا يوجد قطيعة، كما أن من يدعي انها على ما يرام غير دقيق، لافتا إلى أن العلاقات المصرية- الفلسطينية ليست نشطة، لأن كلا الجانبين مشغول بالقضايا الداخلية وهو سبب مفهوم لكنه غير مقبول، مما يمس بالمصلحة الفلسطينية والامن القومي المصري، ولا يجب ان يستمر هذا الانشغال متوقعا أن تنشط مصر على المسار الفلسطيني مستقبلا، مشددا على أهمية فتح حوار مصري- فلسطيني شامل وصريح يتناول كل التفاصيل.
ورأى الوزير المصري أن الوضع العربي على حافة الهاوية السياسية، وتأثير العالم العربي تراجع كثيرا، بدليل أن القضايا المشتعلة في سوريا وليبيا واليمن والتي تعد الأطراف غير العربية لاعبا قويا فيها.
قمة الأردن فرصة للتغيير
ورأى فهمي أن قمة الأردن فرصة ليس لحل القضايا المستحيلة، بل فرصة لمصارحة عربية -عربية وتأكيد على الثوابت التي تحكم المصلحة العربية المشتركة، بعيدا عن المجاملات والمهاترات خوفا من خيار المراوحة أو الانهيار وعدم التأثير الفاعل على الأحداث.
استعادة سوريا وطالب فهمي بإعلان طرح عربي للتعامل مع الوضع في سوريا لتكون لكل السوريين مع الحفاظ على وحدة الأراضي والحفاظ على التنوع المجتمعي.
ورأى الوزير المصري أن القضية اليمنية تحولت من نزاع داخلي الى نزاع اقليمي ضمن خارطة جيوبولتيك إقليمية جديدة.
وقال فهمي أنه لا يخشى الخلاف ولا الاتفاق، ولكنه يخشى من سوء الفهم لغياب المصارحة بين العرب بشكل عام، موضحا أن المستقبل يبدأ عربيا بإصلاح الذات وتنشيط العلاقات البينية بشكل موسع، والانغماس في المجتمع الدولي كطرف فاعل وليس في اطار رد الفعل من أجل استعادة المكانة العربية.
وشارك في الندوة طيف واسع من الشخصيات السياسية والاكاديميين والكاتب والاعلاميين ووجهاء المجتمع ونشطاء المجتمع المدني، وشارك عدد كبير بأسئلة تناولت بشكل مكثف ومفصل العلاقات الفلسطيني – المصرية، ومستقبلها خصوصا العلاقة مع قطاع غزة، وبدوره أجاب الوزير المصري الأسبق على أسئلة الحضور مبديا سعادته بالحوار مع شخصيات فلسطينية من قطاع غزة الذي زاره سابقا عدة مرات للقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وختم ردوده بتمنياته انجاز التوافق الفلسطيني وشكر مركز بال ثينك على الاستضافة.