ندوة حول “السياسة التركية الخارجية تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية”
نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وبالشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية ندوة حول “السياسة التركية الخارجية تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية”، وذلك يوم الأربعاء، الموافق 17 يونيو 2015، في قطاع غزة، وكان ضيف اللقاء عبر السكايب د. عيسى أرسلان، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الفاتح في تركيا، والمتخصص في السياسية الخارجية التركية، وذلك بحضور نخبة من السياسيين، ورجال الأعمال، والباحثين، والشباب المهتمين. وقد أدار الجلسة عمر شعبان مدير بال ثينك للدراسات الاستراتيجية و د أسامة عنتر مدير برامج مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية في غزة حيث تمحور النقاش في الندوة حول ثلاث قضايا رئيسية، الانتخابات التركية الحالية، نتائجها وتأثيراتها، السياسة الخارجية لتركيا تجاه الإقليم، والسياسة الخارجية لتركيا تجاه القضية الفلسطينية.
فيما يتعلق بالسياسية الخارجية لتركيا، أشار د.أرسلان أن سياسة تركيا الخارجية تتحدد بتحالفها مع الغرب، ووصف هذا التحالف بأنه تحالف استراتيجي دائم، وفي ذات السياق تحدث د.ارسلان عن سياسة تركيا “هدوء في تركيا وهدوء في الإقليم” أو “سياسة صفر مشاكل” التي تحدث عنها أحمد داوود أوغلو في كتابه حول سياسة تركيا الخارجية.
وفيما يتعلق بسياسة تركيا في الإقليم، وصفها د. أرسلان بأنَها مثالية أكثر منها واقعية، حيث أن قدراتها العسكرية والاقتصادية لا تمكنها من لعب دور إقليمي كما تطمح، وفي ذات السياق صرّح د. أرسلان أن تركيا لديها مشاكل مع دول مختلفة من الإقليم، لذا عليها إعادة حساباتها في التعامل مع هذه الدول، وتوقع د. أرسلان أن تكون تركيا بالمرحلة القادمة أكثر براغماتية فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا الإقليم.
وفيما يخص التساؤلات حول “سياسية صفر مشاكل” والقضية الفلسطينية، أشار إلى أن “سياسية صفر مشاكل” فشلت لأنها سببت العديد من المشاكل لتركيا مع دول مختلفة، وصرَح بأن هذا المبدأ لا ينطبق على القضية الفلسطينية، حيث أن تركيا معنية بوجود علاقات مع إسرائيل، لتتمكن من الضغط عليها ولعب دور الوسيط.
وأشار إلى أن تركيا معنية جدا بعلاقات مع روسيا، لما في ذلك من مصالح اقتصادية وأمنية تعود بالنفع على تركيا، وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، أشار د.ارسلان أن الشعب التركي على غير دراية بقوة العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا، وفي ذات الوقت نوّه أنه من مصلحة تركيا أن يكون لها تحالفات بالإقليم لتتمكن من لعب دور الوسيط.
وانتقد د. أرسلان وجود علاقات للحكومة التركية مع بعض الأحزاب في الإقليم بعيداً عن إطار الدولة، وأشار أن هذا النهج لتركيا لم تتبعه فقط في فلسطين، بل في سورية والعراق أيضا لها علاقات جيدة مع بعض الأحزاب، وأكد أن هذه السياسة لا تتناقض مع السياسة الخارجية التركية.