محاضرة “ريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات”
نظمت مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية محاضرة بعنوان “ريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات”، بحضور 20 من طلبة وخريجي الجامعات في قطاع غزة من كلا الجنسين ومختلف التخصصات، تأتي هذه المحاضرة في إطار مشروع” تعزيز ثقافة التسامح وريادة الأعمال” بالتعاون مع شبكة أطلس، حيث يهدف هذا المشروع إلى تعزيز ثقافة التسامح وريادة الأعمال والعمل الحر بين الشباب في قطاع غزة.
حيث تناول المُحاضر والباحث الريادي أ. إسلام عطا الله، عدة مواضيع مختلفة تهتم بالشأن التكنولوجي الجديد والثورة الرقمية المعاصرة في العالم، ومنها تعريف عالم (Big Data) وهي مجموعة من البيانات في الفضاء الإلكتروني، وهي الصورة الخام للمعلومات قبل عمليات الفرز والترتيب والتي لا يُمكن الاستفادة منها بصورتها الأولية قبل المعالجة. وتمتاز تلك البيانات بالتعقيد وحجمها الذي يفوق قدرة الأدوات التقليدية على تحليلها وتخزينها، وتنقيب المعلومات (Data Mining) والتحديات التي تواجها الشركات الرائدة والجديدة في قواعد البيانات وهي القدرة على إجراء مسح لكميات كبيرة من البيانات والجمع بين تلك المأخوذة من عدّةِ مصادر للتوصُّل إلى تحليلٍ أكثر شمولاً يُعطي مزايا واضحةً لا تخفى على أحد، بالإضافة إلى أنه تتطرق حول كيفية مراحل التطور التكنولوجي والمعرفي بدأت حيث كانت المعرفة البشرية تتضاعف كل 500 عام مرة واحدة، وعندما بدأ الإنسان بالتدوين أصبحت المعرفة البشرية تتضاعف مرة كل 250 عاماً، واليوم تتضاعف مرة كل 12 عام، ومن المتوقع في السنوات القادمة أن تتضاعف كل 12 ساعة، ولك أن تتخيّل حجم البيانات الذي لا يمكن أن يدركه العقلُ البشريّ ، وكيف سيصبح التطور خارج سيطرة التوقع وعدم قدرتنا كأفراد على مواكبته وذلك يعني ومع استمرار تدفُّق البيانات الضخمة وتقنيات الحوسبة، وتعقيد البيانات وتحليليها، بالإضافة إلى سُرعة التحولات والتغيرات في المناطق والمناخ السياسي، وهو ما يؤثر على شكل ونوعية وسرعة المعلومات، المتعلقة بكافة المجالات، خصوصاً وأننا دخلنا في مرحلة عدم القدرة على التحليل دون الآلة والتكنولوجيا في كافة المجالات بما فيها السياسية والأمن. فمهما قيل، في المجال العام وأوساط الأكاديميين أو صناعة القرار، من أنه يمكن الاكتفاء بوصف الأحداث أو تحليلها، وإنتاج تقديرات بشأنها، ستظلّ هناك مشكلة حقيقية ما لم يتم التوصل إلى حل لمسألة “التوقع”، فكل مراكز التفكير تدرك -من دون أن تقرر ذلك أحياناً- أنه إذا لم تقُد أساليب البحث المتبعة فيها إلى الاقتراب من توقع التطورات التي قد تحدث، فإن مهامها في التقدير قد لا تكون مجدية. وقدم أيضاً مقارنة بين التقدم في الدول العربية والدول الاخرى المتقدمة.
كما وأشار المحاضر إلى أن كل مشروع ريادي يبدأ بفكرة ويجب أن تحمل الفكرة معرفة جديدة أو متطورة يتم من خلالها حل مشكلات معينة، عبر تقديمها الخدمات والأدوات اللازمة لحل المشكلات، وتطرق أيضاً إلى صفات الريادي الأمثل في السوق الاقتصادي والتكنولوجي، وكيفية تمويل الشركات التكنولوجية الحديثة النشأة.
وفي النهاية المحاضرة أكد أستاذ عطا الله على أن العالم انتقل من التفاوت الكمي إلى التفاوت النوعي، واصبحت المعلومة/التقنية هي المصدر الأساسي للتفوق، لدى الأفراد والمجتمعات.