المفكر الفرنسي آلان جريش : “حل مشاكل الشرق الأوسط يبدأ بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية اولاً”

ﻏﺰﺓ – نظمت مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية جلسة حوارية بعنوان “القضية الفلسطينية ضمن اجندة السياسة الفرنسية والأوروبية” عبر السكايب مع المختص بشؤون الشرق الاوسط رئيس تحرير الصحيفة الالكترونية OrientXXI.info والمحرر السابق في صحيفة لوموند ديبلوماتيك “آلان جريش” وذلك بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية ضمن مشروع “إبقاء القضية الفلسطينية على الأجندة السياسية الإقليمية والدولية”.

ورحب الأستاذ ﻋﻤﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺑﺎﻝ ﺛﻴﻨﻚ بالحضور ﻣﻦ النشطاء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴن ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴن وأكد على سعي مؤسسة بال ثينك المستمر نحو إبقاء التواصل مع العالم والمجتمع الدولي بالرغم من كل التحديات في قطاع غزة خاصة وفلسطين عامة. وأشار شعبان ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ مناقشة ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ خاصة ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ عامة ﻭﺗﺄﺛﻴرها ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺬﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﻤﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.

بدوره ﺃﻛﺪ ﺩ.ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻋﻨﺘﺮ ﻣﺪﻳﺮ برامج ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﺮﻳﺪﺭﻳﺶ ﺇﻳﺒﺮﺕ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ؛ حيث ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ساهمت بالعديد من المنح المالية ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ الفلسطينية وﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ والتي أحبطت ﻣﻦ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ والولايات المتحدة.

وتطرق السيد غريش ﺇﻟﻰ أن ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ و ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ وﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1976 ﺗﻐﻴﺮﺕ كثيراً ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﻳﻐﻮﻝ اتخذ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺿﺪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، إﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ.

ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ الثمانينات ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻢ 6 ﺩﻭﻝ ﻓﻘﻂ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺿﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ وأمريكا.

ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ أن ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ حدث ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻭﺗﻢ ﺍﺩﺍﻧﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﺸﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

كما أكد السيد جريش ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وأضعف التأييد الدولي الشعبي والرسمي للموقف الفلسطيني. ﻭﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ. وفي الختام أكد غريش أن مشاكل الشرق الأوسط لا يمكن أن تُحل ولا يمكن إنجاز حالة من الهدوء والسلام في المنطقة بدون تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية في المقام الأول.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى