جلسات حوارية بعنوان تجارب دولية في اللاعنف والسلم الأهلي

ﺓ– نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة FXB جلسات حوارية بعنوان “تجارب دولية في اللاعنف والسلم الأهلي” والتي تأتي ضمن مشروع التجمع الفلسطيني من أجل نشر ثقافة اللاعنف؛ وتهدف بال ثينك من خلاله الى نشر ثقافة اللاعنف والسلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني، بحضور 85 من قادة وممثلي المجتمع المدني والأكاديميين بالإضافة إلى نخبة من طلبة الجامعات والصحفيين والمحللين السياسيين.

وأفتتح الجلسة مدير بال ثينك للدراسات الاستراتيجية السيد عمر شعبان، وأشار شعبان الى دور بال ثينك في معالجة قضية بناء السلم الأهلي بين مكونات المجتمع الفلسطيني، والمضي قدماً بعجلة المصالحة الفلسطينية؛ ويتجسد ذلك في العديد من الجهود والانشطة التي هدفت بال ثينك من خلالها الى نشر ثقافة الحوار، حل النزاع، المصالحة المجتمعية والوطنية في المجتمع الفلسطيني. جدير بالذكر أيضاً دور بال ثينك في مقترح الورقة السويسرية، العمل المستمر مع الشباب والمرأة، والأهم هو الدور الفعّال في التشبيك وتسهيل التعاون فيما بين المؤسسات الأهلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

استضافت بال ثينك في جلستها الأولى السيد غوران بوتشيفيتش وهو ناشط سلام من كرواتيا؛ ويعمل السيد بوتشيفيتش في مجال اللاعنف وبناء السلم الأهلي في المجتمع المدني الكرواتي منذ العام 1993. ناقش بوتشيفيتش مسألة الانقسام في كرواتيا، وقد عمل على دعم المصالحة والسلم الأهلي أكثر من 20 سنة، يقول: أن النخبة السياسية لا تريد المصالحة وذلك للمحافظة على مصالحها المالية ومناصبها الإدارية؛ بينما يدفع المواطنون البُسطاء الثمن وتستفيد القيادة من الانقسام. حيث أوضح السيد بوتشيفيتش أن اللاعنف هو منهج حياة، هو كيف تتعامل وتنظر الى نفسك؛ لكنه ايضاً يشير أنه لا يدّعي ان ثقافة اللاعنف هي الترياق لجميع مشاكل الفلسطينيين فإن اللاعنف والسلم الأهلي ليست مفاهيم يتم تسويقها أو بيعها بين أوساط المجتمع المدني من أجل التنظير، وأنه فقط يشارك رحلته في بناء السلام في بلده، ويقول “عندما يسألني الناس ماذا حققت خلال رحلتي التي دامت أكثر من 20 عاماً في نشر ثقافة اللاعنف، اقول: ان كنت لم أحقق الا شيئاً واحد فهو مقابلة والتقاء ناس رائعين حول العالم، فإن اللاعنف هو العمل على المستوى الفردي البسيط وليس من خلال مؤسسات الصفوة والمناصب السياسية.

في جلستها الثانية، استضافت بال ثينك السيدة فضيلة محمد من جنوب أفريقيا وهي ناشطة مجتمعية ومناضلة ضد سياسات الفصل العنصري سابقاً بجنوب أفريقيا، وشغلت السيدة فضيلة منصب مستشارة برلمان جنوب افريقيا لمدة 19 عاماً. حيث ابتدأت السيدة فضيلة مداخلتها باقتباس كلمة الرئيس الراحل نيسلون مانديلا: “نعرف جيداً أن حريتنا غير مطلقة حتى ينال الفلسطينين حريتهم”، بالحديث عن بيئة العنف والصراع، لقد عانت جنوب أفريقيا من الاستعمار عندما جاء البيض إلى جنوب أفريقيا معتقدين انها انها أرض فارغة لا يقطنها أحد، وقام البريطانيون بوضع نظام الحكم في يد أقلية من العرق الأبيض، و وأخذ الاقتصاد باتجاه مصلحة العرق البيض، وتعرض السكان الأصليين من العرق الأسود للاضطهاد، ان الكثير من مشاكل جنوب أفريقيا تتعلق بتجريد السكان الأصليين من الأرض؛ حيث أن 80% من الأراضي تم منحها لمن هم من العرق الابيض، و20% فقط للسكان الأصليين، عوضاً عن أن 7% هي فقط أراضي صالحة للتنمية.

وتُعزى نجاحات جهود اللاعنف في جنوب أفريقيا وفق تجربة السيدة فضيلة: الحصول على معلومات عن الضحايا والمفقودين والعمل على تقديم الدعم اللازم لكل الأطراف التي تعرضت للعنف، اعادة بناء النظام ووضع قانون لحقوق الإنسان والعمل على الاندماج في من اجل ايجاد حل للصراع، اضافة الى كاريزما مانديلا ودوره في بناء الثقة بين الناس من أسلوب القيادة والتأثير الفعّال.

في جلستها الاخيرة، استضافت بال ثينك الدكتور ياسر الأشقر وهو باحث وأكاديمي فلسطيني يعمل بجامعة دبلن في جمهورية ايرلندا، تحدث الاشقر عن التجربة الايرلندية وهي تجربة صراع دامت فترة طويلة، شملت موجات كبيرة من العنف فيما بين الكاثوليك والبروتستانت، حتى جاءت اتفاقية الجمعة العظيمة في نهاية التسعينيات والتي جعلت أمر تشكيل ايرلندا المتحدة خاضعاً للاستفتاء الشعبي، وبذلك انتهت موجات العنف بين طرفي النزاع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى