برنامج الشباب يشارك – “البحث العلمي في فلسطين”
“البحث العلمي هو الطريقة المنهجية لدراسة ظاهرة ما أو أحداث أو مجال معين بهدف الوصول إلى الحقيقة” بهذه الجملة افتتح الدكتور خالد صافي أستاذ التاريخ السياسي في جامعة الأقصى فطاع غزة خلال مداخلته في الحلقة العاشرة من برنامج الشباب يشارك التي ناقشت الورقة البحثية التي أعدها الشاب فكري يحيى محمد تحت عنوان “البحث العلمي في فلسطين بين سين وصاد” ضمن مشروع “تعزيز المشاركة الديمقراطية للشباب ” تنفيذ مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية وبتمويل من حكومة كندا.
وأضاف صافي أن واقع البحث العلمي في فلسطين مؤسف جدا نظرا لعدة عوامل منها ضعف التمويل، وعدم وجود ميزانيات مخصصة له من قبل السلطة الفلسطينية، ومعاناة الجامعات المحلية من عدة أزمات متلاحقة منها الرواتب والميزانية التشغيلية والإنقسام، موضحا أن الهدف من اعداد البحوث العلمية مقتصر على المشاركة في مؤتمرات والمشاركة في مجلات علمية.
وأوضح أن هذه العقبات أدت إلى تخريج أفواج من الجامعات تمتهن التدريس ولا تمارس البحث، موضحا أن واقع البحث العلمي في فلسطين لا يختلف كثيرا عما يجري في العالم العربي وجوهرها واحد وهو ضعف تمويل هذا المجال على عكس ما يحدث في أوروبا حيث المساهمات من القطاع الخاص في تمويل الأبحاث العلمية إلى جانب ما تخصصه الحكومات لذلك.
وأشار صافي إلى عدم وجود مراكز بحثية حقيقة في فلسطين وأن أغلب ما يتم إنتاجه من كتب ومعرفة هو في المجال الأدبي والشعري، موصيا بالعمل على حل هذه المشكلات من تخصيص ميزانيات وتشكيل مجلس أعلى للبحث العلمي في فلسطين وأن ينتقل الباحثون من مرحلة التشخيص إلى مرحلة المعلاجة وردم الهوة بين المعرفة وصانع القرار.
من جانبه بدأ الشاب فكري يحيى محمد عرض ورقته البحثية ومناقشة أهمية الاهتمام بالبحث العلمي منذ المراحل الأولى في الدراسة والإبتعاد عن تكليفهم بإعداد أبحاث معروفة النتائج مسبقا مستعرضا واقع البحث العلمي في المراحل الدراسة الأولى والمرحلة الجامعية التي تتسم بالتكرار والتشابه مع ما سبق طرحه وعدم تقديم حلول جذرية في الكثير منها وما يقدم حلولا منها فلا يتم الإلتفات إليه والأخذ به من قبل صناع القرار.
وتناول محمد خلال طرحه للورقة البحثية موقع فلسطين المتأخر في السباق العالمي للبحث العلمي، موضحا أن هناك الكثير من التجارب الواضحة والحقيقية في اليابان وماليزيا وتركيا لتطبيق البحث العلمي والإستفادة منه لتغيير الدول والمجتمعات، والتي يمكن لفلسطين أخذها كنموذج لتطوير البحث العلمي فيها وإعادة ترتيب الأوليات فيه بمختلف المجالات التي تعاني مشكلات جمة. مستطردا بالحديث حول أهمية البحث العلمي وضرورة انتهاجه للوصول لنتائج وتوصيات وحلول عملية تنقذ المجتمع من مشكلاته وتساهم في حل قضاياه وتطويره في كل مجالات.