حلقة إذاعية بعنوان “العنف المبني على النوع الاجتماعي وآلية مواجهته من منظور الشباب”
ضمن الجهود المتواصلة التي تبذها بال ثينك في نشر وتعزيز وعي الشباب في المجتمع الفلسطيني، نفذت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية حلقة إذاعية بعنوان “العنف المبني على النوع الاجتماعي وآلية مواجهته من منظور الشباب”، بمشاركة منسقة مركز حياة لحماية وتمكين العائلات تهاني قاسم وعضوتيْ هيئة التثقيف المدني في بال ثينك هديل أهل وآية عاشور، وذلك خلال برنامج حوارات شبابية الذي يُبث ظهر كل يوم أحد عبر إذاعة زمن، وذلك ضمن أنشطة مشروع “التثقيف المدني”، الممول من الصندوق الوطني للديمقراطية “NED”، والذي يهدف إلى تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لدى طلبة الجامعات.
واستهلت منسقة المشاريع في المؤسسة سالي السماك حديثها خلال مداخلة هاتفية بالتأكيد على إيمان “بال ثينك” بالشباب الفلسطيني. وقالت: “بال ثينك تركز في برامجها على تطوير قدرات الشباب من كلا الجنسين في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال استهداف طلبة الجامعات بشكل مباشر، وتسعى من خلال أنشطتها وبرامجها لتمكين الشباب ليصبحوا أكثر قدرة للتعبير عن قضاياهم ومشاكلهم التي تواجههم في المجتمع، وإعطائهم مساحة لطرح آرائهم وتطلعاتهم”.
وأشارت إلى أهمية دور التثقيف المدني في تعزيز المواطنة وحقوق الإنسان وبناء المجتمع المدني والمشاركة السياسية التي هي أساس العملية الديمقراطية.
واختتمت بالقول: “كان من المفترض أن تنعقد الانتخابات في هذا الوقت، لكنها اُجلت إلى الفترة القادمة، وهي فرصة ذهبية للشباب للتعرف أكثر على أهمية الانتخابات والإنخراط أكثر في حملات الضغط والمناصرة للمطالبة بحقوقهم بشكل ديمقراطي”.
بدورها، ذكرت عضو هيئة التثقيف المدني هديل أهل أن المشروع استهدف 25 شاب/ة تم تدريبهم بشكل مكثف على قضايا حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي والحكم الرشيد وقضايا حقوقية تتعلق في النظام القانوني الفلسطيني.
وأضافت: “وجهتنا بال ثينك للتشبيك مع الجامعات الثلاثة: الأزهر وفلسطين وغزة، لاستهداف الطلبة، وعملنا أيضا مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني كمؤسسة فارس العرب وجمعية الخريجات الفلسطينيات. وكان هناك تواصل فعّال جداً بيننا كشباب وبال ثينك وبين الجامعات والمؤسسات المحلية، وكنا في حالة انعقاد دائمة لمناقشة التطورات التي تمر خلال تنفيذ جلسات التوعية”
وتابعت: “في البداية كنا نجد الطلبة مستغربين كيف لشاب/ة في العشرين من عمره يستطيع أن يعطي ورشة عمل حول موضوع حقوقي فلسطيني، وهذا فتح لدينا آفاق فكرية جديدة وأثبت أن الشباب مدركون تماما للحالة الفلسطينية وما تعانيه القضية الفلسطينية، والمشاكل التي تواجه المجتمع المدني”.
وأشارت “أهل” إلى أنهم قدموا مجموعة من ورشات العمل في عدة مواضيع هامة كحقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة الجندرية والمناصرة، وقرروا تنفيذ حلقات إذاعية لاستهداف أوسع جمهور ممكن من الشباب.
وأكدت على دور الثقافة الهام في التغيير، وقالت: “شخصياً، أؤمن أن العملية الثقافية جزء مهم من التغيير، خصوصا مع تراجع الحالة الثقافية في فلسطين لظروف سياسية واقتصادية. فالعملية التثقيفية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وورشات العمل ووسائل الإعلام مهمة جدا لأنها تستقطب وتستهدف فئة كبيرة، وتساعدنا في تسليط الضوء على قضايا ونساعد في حلها. فتوعية الشباب مهمة جدا من خلال عدة وسائل متاحة”.
وأضافت “أهل”: “في الوقت الذي وصلت فيه نسبة النساء الفلسطينيات اللاتي تعرضن للعنف 29.9 في المئة، نجد أن هناك قصورا واضحا من الجهات الرسمية تجاه قضية العنف ضد المرأة، ولا نرى العنف المبني على النوع الاجتماعي وآليات مواجهته في المناهج التعليمية”.
واختتمت قائلة: “يجب أن تخصص وزارة الثقافة الفلسطينية مبالغ مالية لتنفيذ ورشات عمل ورفع الوعي تجاه العنف المبني على النوع الاجتماعي، بالتزامن مع تسليط وسائل الإعلام الضوء على القضية، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ حملات ضغط ومناصرة”.
من جهتها، قالت عضو هيئة التثقيف المدني آية عاشور: “كنا جميعا شباب، وحصلنا على تدريبات مكثفة في عدة مجالات لنأسس حملات ضغط ومناصرة ونطرحها من منظور شبابي. فإذا ناقشت مع أقراني من نفس الفئة العمرية تلك التدريبات، أكون قد ساهمت في إيجاد حلول حول هذه القضايا. وهذا يؤهلنا لنكون قياديين في المجتمع”.
وأكدت على درجة التعاون العالية بين الفريق، إذ كانوا يتبادلون المواد التدريبية والتثقيفية ويناقشون على الدوام مواضيع حقوقية وجندرية. وكان السبب وراء ذلك هو سهولة التواصل والإقناع بينهم كونهم جميعا من فئة الشباب.
ما هي أسباب العنف في المجتمع الفلسطيني؟ تجيب “عاشور” بالقول إن نظرة الرجل لنفسه على أنه ذو سلطة للتحكم في المرأة، والتربية وغرس المفاهيم الخاطئة عند الأطفال، بجانب العادات والتقاليد.
وأشارت إلى أنهن واجهن صعوبات تمثلت في رفض البعض لعملهن في نشر المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى عدم توفر أبحاث علمية كافية منشورة باللغة العربية على مواقع البحث.
أما منسقة مركز حياة لحماية وتمكين العائلات تهاني قاسم، فأرجعت، خلال مداخلة هاتفية، أسباب العنف في قطاع غزة إلى أسباب ثقافية تتمثل في النظرة الذكورية السائدة، والوضع الاقتصادي السيئ والوضع الاجتماعي القائم على التحفظ تجاه النساء، بالإضافة إلى المنظومة القانونية العاجزة عن حمايتهن.
وقالت: “الطريق لمعالجة قضايا العنف هو وقفة جادة من المسؤولين والرئيس بالدرجة الأولى لسن قوانين تحمي النساء خاصة والأسر بشكل عام، وإصلاح المنظومة الاجتماعية وتعديل وضع ومكانة المرأة وإصلاح المنظومة القانونية والوضع الاقتصادي السيئ الذي يلقي بظلاله على الأسر الفلسطينية. وبالمناسبة، الكثير من النساء يتعرضن للعنف بسبب الفقر الشديد والبطالة والعوز وعدم توفر احتياجاتهن الأساسية”.
وأنهت “قاسم” حديثها بالتأكيد على دور الشباب: “كل مؤسسات المجتمع المدني تعول على الشباب الفلسطيني، وتعمل على توعيتهم لأنهم أداة التغيير؛ لذلك نعمل دائما على توعيتهم وتأهيلهم حتى لو بشكل بسيط، لأن دورهم مهم جداً في عملية التغيير”.