بال ثينك تعقد جلسة حوارية لمناقشة ورقة بحثية حول التحديات التي تواجه المشاريع الريادية في غزة
في إطار عملها المتفاني كمؤسسة بحث وتفاكر مستقلة تعمل بشكل مستمر على إنتاج المعرفة، عقدت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، جلسة حوارية لمناقشة ورقة بحثية بعنوان “التحديات التي تواجه المشاريع الريادية في قطاع غزة”، ضمن مشروع “تعزيز ريادة الأعمال للشباب الفلسطيني” الذي يهدف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين خريجي الجامعات في القطاع.
وأدار الجلسة مسؤول الاتصال والتواصل في بال ثينك، محمود الناعوق، حيث رحب بالحضور وقال إن هذه الورقة تأتي ضمن سلسلة أوراق بحثية تعالج مشاكل وتحديات المشاريع الريادية في قطاع غزة.
من جهته، قال مدير بال ثينك عمر شعبان إن مؤسسته تواظب منذ تأسيسها على ممارسة دورها في المجتمع، وتدير أنشطتها بكل استقلالية وحيادية، وتعمل مع كل الباحثين ومع مختلف الأطراف، مع التركيز دومًا على إعطاء الفرصة للشباب لإبراز أنفسهم ولتقديمهم للمجتمع.
وأشار شعبان إلى أن مؤسسته تناقش على الدوام القضايا الراهنة في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الريادية التي لا يمكن أن ينمو قطاع غزة من دونها، من خلال إنتاج أوراق بحثية رصينة تُقدم لصناع القرار والمسؤولين.
بدوره، قال معد الورقة البحثية، محمود عيسى، الباحث في قضايا التنمية، إن المشاريع الريادية أصبحت أولوية بالنسبة للشباب في غزة في ظل عجز القطاعين الخاص والعام عن استيعاب الأيدي العاملة، خاصة وأن معدل البطالة وصل 44.1%، وبلغ بين الخريجين الذين تتراوح أعمارهم بين 19-29 عامًا 74%.
وتحدث عيسى عن مفهوم العمل الريادي، والأهمية الاقتصادية للمشاريع الريادية من حيث إنها تمكّن الشباب من القيام بدورهم الاجتماعي والإنتاجي في المجتمع، مبينًا الفروق بين المشاريع الريادية والصغيرة من ناحية الابتكار والإبداع والمخاطرة والدخل المتوقع والمنتج.
وأوضح أن المشاريع الريادية تواجه تحديات عديدة تتمثل في القوانين القائمة، وصعوبة الحصول على تمويل أو الوصول إلى أسواق محلية وخارجية، وتحديات اجتماعية وثقافية، وسوء جودة التعليم الجامعي، وضعف السياسات والخطط الحكومية الداعمة للرياديين.
وسلط الضوء على التحديات التي تتعلق بالتعليم العالي والمهني والتقني من حيث الكم والكيف، والاعتماد على أسلوب التلقين، وافتقار الخريجين لمهارات الإبداع والتفكير والابتكار، لأن الكثير من المساقات التدريسية ذات طابع جامد، وهناك النظرة المجتمعية الدونية للتعليم المهني.
وعقب مازن العجلة، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر، على الورقة بقوله إن التحديات أكبر من الإنجازات في موضوع الريادة في قطاع غزة خاصة وأنها لم تساهم بشكل فاعل في الاقتصاد إلى الآن بسبب التحديات المرتبطة بالتشريعات وتقليدية التعليم والحصول على التمويل، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالخبرة والإدارة وطريقة تقديم المشروع الريادي للمجتمع.
وأشار إلى أن التحدي الرئيس للريادة في غزة هو ضعف السوق المحلي والقوة الشرائية والمشكلات المتراكمة دون حل، مشددًا على ضرورة تأسيس مؤسسة لضمان مخاطر الائتمان أسوة بالمؤسسة الفلسطينية لضمان الودائع.
من جانبها، عقبت ولاء حايك، منسقة المشاريع في مؤسسة الخريجات الجامعيات، بالقول بأن البيئة في غزة تتسم بالصراع الدائم على كافة المستويات بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وذلك يؤثر على كافة مناحي الحياة.
وأضافت أن البيئة غير محفزة لولادة وتشجيع المشاريع الريادية، متسائلة عن دور وزارة الريادة والتمكين في غزة، ومدى مساهمة مشاريعها في النمو الاقتصادي، وتحدثت عن إشكاليات التدريب المهني التقني في فلسطين وكيف يمكن تعزيز ومحاربة المفاهيم المغلوطة في فلسطين حول هذا الموضوع.
وأوصت بالتركيز على مثل هذه الأوراق البحثية التي تساهم في سبر غور كل ما يتعلق بإنجاح المشاريع الريادية في غزة.
ودارت مداخلات وأسئلة الحضور حول السبل التي انتهجها بعض رياديي غزة في استهداف الأسواق الخارجية، وضرورة إطلاع أصحاب القرار على مخرجات هذه الأوراق البحثية، وأهمية التركيز على مراجعة نتائج المشاريع المنفذة لدعم المشاريع الريادية.
وتحدث الحضور كذلك عن سياسات الحكومة في استيراد السلع المستوردة في ظل وجود بدائل محلية لها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول ريادة الأعمال خاصة فيما يتعلق بالثراء السريع، وضرورة خلق موجهين ومساعدين لرياديي الأعمال والمستقلين لمواجهة العقوبات التي تواجههم.