ورقة عمل: تحديات إعادة البناء والنهوض: اليوم التالي للحرب ومستقبل الشباب في غزة
مقدمة
يشكل الشباب الفلسطيني فئة حيوية؛ حيث يمثلون حوالي 22% من إجمالي السكان، ويعيش الشباب الفلسطيني تحت ثقل انسداد سياسي مزمن، واقتصاد تابع، ومساحات مدنية آخذة في التضييق؛ أي بالأحرى باتوا عالقين في معركة مستمرة يُعاد فيها صياغة هويتهم ومكانتهم وفقاً لموازين القوة والواقع السياسي المفروض، في قطاع غزة تحديداً حيث تلتقي وطأة الحصار الممتد منذ عام 2007 مع الهيمنة الاستعمارية الحديثة والتهميش السياسي الداخلي، نشأ جيل جديد لم يعرف سوى العزلة السياسية والانقسام. هذا الجيل، الذي يمتلك طموحاً ومستويات تعليمية عالية (إذ وصلت بطالة خريجي الجامعات إلى حوالي 74% قبل الحرب)، وجد مكبلاً بواقع اقتصادي خانق وسياسي مسدود الأفق، مما أدى إلى تآكل ثقته في النظام السياسي وهياكله التقليدية، وشأن هذه الظروف أنتجت نزعة قوية نحو “الخلاص الفردي”، حيث فكر نحو 37% من الشباب جدياً في الهجرة بحثاً عن كرامة وفرص مفقودة في الوطن. الحرب الأخيرة، التي شنت على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، لم تكن مجرد تصعيد عسكري، إنما كانت عملية عسكرية ممنهجة استهدفت تحطيم البنية التحتية والمجتمعية على حد سواء، مما فاقم الأزمات القائمة إلى مستويات كارثية، جاءت حرب 2023 لتنتقل بالواقع من أزمة مزمنة إلى تدمير شامل للبنية العمرانية والتعليمية والاجتماعية، مع مئات آلاف النازحين ودمار أغلب الجامعات والمدارس، ونشوء أكبر جيل من ذوي الإعاقة في تاريخ غزة الحديث، عوضاً عن ووقع آلاف الضحايا بين صفوف الشباب، الذين باتوا يعيشون تحت وطأة صدمة نفسية جماعية غير مسبوقة، وانقطاع تعليمي يهدد بإهدار رأس المال البشري؛ مما جعل هذه المشهد مأساوي وحول قضية الشباب من مجرد تحدي تنموي إلى مسألة أمن قومي واجتماعي وجودي.

لتحميل الورقة: اضغط هنا