نحو تنسيق المساعدات لقطاع غزة لضمان وصولها لمستحقيها
عمر شعبان
يتصاعد القصف الاسرائيلي المتواصل منذ يوم الثلاثاء الثامن من يوليو و يتواصل معه قصف و تدمير آلاف المنازل و المؤسسات العامة و البنى التحتية و تشريد مئات آلاف الغزيين من مناطق سكناهم . بعض الملاحظات :
- في الوقت الذي يتعرض قطاع غزة لعدوان و تدمير غير مسبوقين ، هنالك الكثير من الشركات و المؤسسات و الأفراد في الداخل و الخارج الذي يرون في ذلك فرصة كبيرة للثراء من خلال الحصول على حصة من كعكة التبرعات . إن ضعف حكومة الوفاق و عدم إمتلاكها الخبرة الكافية و صمتها المطبق و عدم توضيحها لآلية التبرعات و منافذ توزيعها يعطي فرصة ذهبية لهذه المؤسسات و الشخصيات كي تمارس نهبها.
- تعدد صناديق الاغاثة و حملات التبرع لقطاع غزة سواء في الداخل الفلسطيني أو على الصعيد الاقليمي . مع التقدير لهذه الجهود لكن يجب العمل على إيجاه آلية واضحة لمراقبة و متابعة هذه التبرعات و التوضيح للمتضررين كيفية الاستفادة منها . يجب الاعلان للمجتمع من يدير هذه الاموال و معايير التصرف بها .. على حملات جمع التبرعات أن تعلن مقدما كيف سيتم توزيع هذه المساعدات و من هم الاشخاص و المؤسسات الوسيطة التي سيتم الصرف من خلالها .
- للعلم فإن الكثير من المؤسسات الدولية كانت تعاني ضعفا في موازناتها، لذا فهي تنتظر إنتهاء الحرب كي تستفيد لملئ خزائنها و تجلب موظفين جدد من بلدانهم التي تعاني بطالة و أزمات مالية من خلال الاستفادة من كعكة التمويل المتوقع لقطاع غزة خاصة من التمويل العربي .
- لم يتلق موظفو حكومة غزة أي سلف لغاية الآن ، آلاف منهم لم يستلم أي مرتب منذ سبعة شهور . إنه الظلم بعينه . يمكن لهذه الصناديق أن تضم هؤلاء الموظفين ضمن برامجها . على حكومة الوفاق الوطني أن تعمل على دفع مرتباتهم كي تتجسد الوحدة بشكل حقيقي على الارض .
- ما هو مصير الاموال التي خصصتها حكومة الوفاق الوطني لقطاع غزة ؟ كم هي المبلغ التي خصصت و هل وصلت فعلا أم لا؟ و كيف سيتم تخصيصها ؟ كما عرفت فإن الجزء الأكبر من هذه الأموال خصص لمؤسسات دولية تعمل في قطاع غزة ؟ ليس واضحا لماذا تم تخصيص معظمها للمؤسسات الدولية ! كذلك ليس واضحا كيف سيتم توزيعها و من المسؤول عن التصرف فيها .مطلوب من الحكومة إصدار بيان تفصيلي يوضح كل هذه الجوانب.
- بادرت بعض الشخصيات المهترئة و المنتهية الصلاحية بحملات جمع التبرعات لقطاع غزة و هي شخصيات معروف عنها الفساد من سنوات طويلة ، هذه الشخصيات التي كانت سببا في الكوارث التي حدثت لقطاع غزة و عملت كل جهدها لمحاصرة غزة في السابق ، ستلجأ لتوزيع جزء من هذا الاموال عبر شبكة علاقتها الشخصية دون أي محاسبة كما حدث في السابق . هي لا تجمع التبرعات لسواد عيون غزة لكن من أجل تضخيم حساباتها البنكية و محاولة منهم ستكون فاشلة بالتأكيد لتلميع تاريخها . إنهم سماسرة الحروب و الكوارث .
- للتذكير فقط مازال مئات الاسر التي دمرت منازلها في حرب 2008-2009 و حرب 2012 لم يتلقوا أي تعويضات رغم الاموال الهائلة التي خصصت لهذا الغرض سواء في مؤتمر شرم الشيخ في الثاني من مارس 2009 و البرامج الكثيرة التي أعلن عنها في ذلك الوقت .