التبعات المتوقعة لنجاح المقاومة في خطف جندي إسرائيلي
بقلم: عمر شعبان
في تقييم أولي للتبعات المتوقعة لإعلان المقاومة عن نجاحها في أسر جندي إسرائيلي على مجريات الحرب و المرحلة اللاحقة حسب رأيي:
• مزيد من التأييد الجماهيري للمقاومة بعد أن حققت نجاحات عديدة و اثبتت مصداقية عالية في الاعلان عن تلك النجاحات في مواجهة الموقف الرسمي الاسرائيلي الذي أخفى خسائره لساعات و أحيانا لعدة أيام .
• زيادة الضغط الشعبي في إسرائيل على حكومته في ظل توارد أخبار الفشل في تحقيق إنجاز ملحوظ خاصة أن الحكومة الاسرائيلية لم تعلن عن إختفاء الجندي الاسرائيلي قبل صدور بيان كتائب القسام مما يضع الحكومة في موضع تساؤل و شك كبيرين . الحكومة الاسرائيلية على شفا الانهيار . حرب 2008 أطاحت بإيهود اولمرت و الثانية عام 2012 اطاحت بإيهود باراك و هذه ستطيح بنتانياهو و حكومته .
• تصليب موقف حركة حماس في عملية الوساطة في مواجهة الاطراف جميعا بما فيها التكتلات العسكرية المشاركة معها حاليا . حماس ستفاوض من موقف أكثر قوة حيث لديها ما تقوله . ستوظف حماس التأييد الجماهيري لها في عملية المفاوضات و ستتردد أطراف إقليمية كثيرة في التهوين من إنجازات المقاومة . الجميع سيحاول مغازلة المقاومة . مقولة أن حماس هي المسؤولة عن إراقة الدم و الدمار لن تجد لها الكثير من المشترين .
• تصعيد إسرائيلي على مستوى التكتيك في محاولة لإستعادة الردع لكن مع قرار بالتوقف و الانسحاب على مستوى العملية ككل. أظن أن إسرائيل قد قررت التوقف عن العملية و هو السبب الذي دفع بالسيد كيري للقدوم للمنطقة و بسرعة بعد إلغاء زيارتين كانتا مقررتين سابقا . الهدف منع مزيد من التدهور و الاسراع في وقف إطلاق النار خاصة أن صور مجزرة الشجاعية المرعبة قد عمت العالم كله و اثارت غضبا شديدا . الحكومات الغربية لن تستطع مواجهة غضب شعوبها التي تأخذ موقفا مغايرا للحكومات.
• مفاوضات الافراج عن الجندي المختطف حديثا لن تتم ضمن جهود الوساطة الحالية التي ستركز على وقف إطلاق النار . بل سيتم ذلك ضمن مفاوضات لاحقة و ذلك بهدف الافراج عن باقي الاسرى بما سيعرف لاحقا ب ” صفقة شاليت 2.
• أظن أن عملية المصالحة في صورتها الهشة و الضعيفة و مولودها المشوه ( حكومة الوفاق ) التي توفت في مهدها قد إنتهت ، سيتم البحث في شروط مختلفة للمصالحة لكن بعد حين . ستدرك السلطة أن تراخيها في تفعيل عملية الوفاق لم يكن قرار حكيما ، و سيكتشف مستشارو الرئيس محمود عباس الذي كانوا يقولون له أن حماس على وشك الانهيار و أن ليس لها بدائل و أن إنهيارها لن يستغرق أكثر من إسبوعين أنهم الاكثر غباء في العالم و أنهم كانوا مقودين بمشاعرهم و رغباتهم و ليس بعقولهم . عليهم أن يتقاعدوا حتى يستريحوا و يريحوا .
• تنامي شعبية حماس بشكل كبير يعالج الانخفاض الذي عانته في السنوات الماضية حيث تبيت حماس أنها ما زالت على نهج المقاومة في حين ستتراجع شعبية السلطة الفلسطينية كثيرا التي إتخذت موقفا سليبا واضحا من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة و حددت موقفها المؤيد جدا للتنسيق الامنى مع إسرائيل.
• توتر الاجواء في الضفة الغربية حيث ستجد الجماهير في محافظات الشمال سببا إضافيا للخروج في مظاهرات للتنديد بموقف السلطة الفلسطينية المتراخي بخصوص الحرب الاسرائيلية على غزة . ستشهد شعبية حماس إرتفاعا محلوظا في الضفة الغربية و الشتات و ستحصل على مزيد من الدعم المعنوي و المالي .
• تعزيز قوة الجناح العسكري لحماس ” كتائب القسام في مواجهة الجناح السياسي فيها . كتائب القسام كانت لها اليد العليا و الكلمة الاخيرة في مجريات الحرب و مجريات الوساطة ، كتائب القسام هي من قدمت مقترحات وقف إطلاق النار و هي التي كانت تسير المفاوضات و تقرر فيها . إن عدم قدرة الجناح السياسي في تحقيق إنجازات ملموسة من عملية المصالحة مع حركة فتح و تواضع أداء حكومة حماس في إدراة غزة منذ سبع سنوات يعني أن كتائب القسام سيكون لديها الكلمة العليا حتى بعد إنتهاء الحرب .